نـهـضــــة وطــــن

نهضاوية

نهضة وطن

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا



إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المتابعون

بحث هذه المدونة الإلكترونية

٢٠١١/٠٦/١٧

إن مدينتي أصبحت كتلة من الروحانيات – بغض النظر عن الأهداف طبعًا - ، فما بين مؤتمر للإخوان ومحاضرة للشيخ" حازم صالح أبو إسماعيل" الداعية والمحاضر في الفضائيات ، وبين السلفيون والذين استقدموا الشيخ" حسين يعقوب" - " جدو " علي رأي إخوتي الصغار – و الشيخ " وحيد بالي " وما ينقصنا إلا مؤتمر للأزهريون ومنه للصوفيون نهاية بالجماعة الإسلامية .

إذا لاحظت معي من الوجهة البعيدة عن توجهاتك ومن منهج التجرد والأسلوب العقلاني الباحث عن الحقيقة أيًا كانت مع من ، ستلاحظ أن الدعوة للأخلاق والسماحة والعدل والتكافل والتراحم في الإسلام الحنيف له أعظم أثر علي نفس الإنسان والتي ستوجهه للطريق الصحيح دومًا فنقضي بهذا علي الجفاء ، الشهوات ، انحلال النفوس ، الرشاوى ، المحسوبية ، السرقة ، الفساد وانعدام الضمير ... إلخ ، وستوجهنا أيضًا لنصل إلي بديهيات الحكم الرشيد .

ولكن لتجدن الدعوة للأسلوب قد تخطت الدعوة للمنهج فما بين انصار السنة الذين ينتهلون كل كبيرة وصغيرة من الصحابة والسلف الصالح والسير في إصلاح القلوب قبل العقول وشعارهم " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم علي أرضكم " وبين الإخوان الداعين للإصلاح وأن الحاكم يستطيع بلجامه أن يهيئ العباد للدعوة وأن ينجز إصلاح البلاد والعباد وشعارهم الاكبر " الإسلام هو الحل " الابن الشرعي لشعار " الإسلام دين ودولة " وبين اتجاهات الأزهريين المعتدلة وفلسفة المتصوفة الروحانية ، وأسلوب الجهاد والقتال لأجل الحق – بغض النظر عن المراجعات – للجماعات الإسلامية .

هنا يظهر جليًا المتشددون والمتنطعون من كل جانب بالرغم من أنها آراء تحتمل الخطأ وله أجر ، وتحتمل الصواب وله أجران - ولكن تقول لمن ؟- المتلقي يستمع فينصت ، ويقرأ فيحفظ عن ظهر قلب وكأنها نصوص سماوية لا تحتمل النقاش فيتفرقون ويُفرّقون " إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " ويقول ص ( إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ...) ، هذ ما ظهر لنا في اقتتال الإسلاميين في أفغانستان عقب تحريرها من السوفييت وهذا ليس عدم إخلاص للإسلام وإنما المتّبع غير مُلم بجميع أركان الدعوة المتطلبة فبجهله بثقافة الاختلاف يتعصب ، يتشنج ، يقاتل ، ويموت لأجل رأي ... صاحبه ليس بمعصوم ، كيف تطلب بمن كانت تربيته في التدني وتعليمه في الحضيض المعتمد علي التلقي والإملاء والثقافة الشبه جاهلية من العادات والتقاليد ، أن يكون طيعًا لأسلوب الدعوة وجهاد النفس والإعمار في الأرض بالوعي والاستدراك والفهم وعصرنة الإسلام ؟ دون التطرق طبعًا أن الأوائل لم يؤمنوا هكذا حفظًا للنصوص ، وإنما عقلًا وتفكيرًا ومنطقًا ونقاشًا وحكمة ً .

هكذا يؤدي بنا الحفظ ، السمع ، الطاعة ، التلقي ، والإملاء .

ما حدث ...

المسألة تُنبئ بخطوط يمكن تجاوزها بسهولة بسبب جهل وتعصب المنتمين لتلك الجماعات ذات التوجهات المختلفة وإذا تمت المسألة فقل علي البلاد ارحم يارب العباد ، الكل صحيح والجميع في الطريق الصح ولكن تشددنا لما نؤمن به واستعدادنا لبذل القاصي والداني فداءًا له هو ما يؤدي بنا إلي الهلاك المبين وتخبط الإخوة في الدين الواحد ، أنظر معي إلي دولة المرابطين بالأندلس كيف كانت ذو وهج حضاري ، ولكن أحبائي في الله ضاعت الأندلس بسبب ظهور جماعات الموحدين والمولدين والمستعربين ، فسقطت في أيدي ملوك الطوائف ، إلي 22 دويلة كلٍ ينطح بألقاب الأولين والآخرين .

نعرف أن إخلاص أفراد تلك الجماعات لا ريب فيه ، ولكن ما يقلق حقًا أنهم يؤخرون الحكمة ويأخذون بظاهر الأمر ، يتعصبون لأمور الفقه التي فيها خلاف ويطرحونها بالعقيدة ، وهنالك لها نكهة وهنا لها طعم آخر – كما يقول د. سعد الدين هلالي - ، نعرف جليّا قول " اختلاف الأئمة .. رحمة بالأمة " لن نتناقش في أمور العقيدة ..الثوابت .. القواعد .. أُسس الإيمان .. وأركان الإسلام ،،، لكننا سنختلف ونتناقش ونتجادل في أمور لم تُذكر نصًا ، رحمة ً بنا لاختلاف الطبائع والبيئة والظروف ، مما يجعل الإسلام أكبر من أي جماعة أو حركة تنفرد لتدافع عنه .

أخيرًا وليس آخرًا لدينا الإسلام السمح الوجه ، الجميل الطبائع ، الذي على الفطرة والحكمة ،نحيطكم علمًا أنه قد نفذ رصيدكم فرجاء إعادة الشحن ، وما الحياة إلا ما بين الممكن والمتاح والمستحيل .

ما بين السلفيون و الإخوان المسلمون

0 comments: